مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع للإنسان، ارتفع عدد المئويين أيضًا، حيث بلغ عددهم 450,000 شخص في عام 2015 ومن المتوقع أن يصل إلى 3.7 مليون في عام 2050. ومع ذلك، لا تزال الأسباب التي تجعل بعض الأفراد يصلون إلى العمر المئوي غير واضحة.
كشفت دراسة حديثة قادها باحثون من مركز تافتس الطبي وكلية طب جامعة بوسطن أن المئويين يمتلكون تركيبًا فريدًا للخلايا المناعية ونشاطًا. يمكن استغلال هذا الجهاز المناعي العالي الوظائف لتطوير علاجات تأخير الشيخوخة. تم نشر البحث في مجلة Lancet eBioMedicine.
تؤثر الشيخوخة على جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الجهاز المناعي. يسلط الدكتور سكوت كايزر، أخصائي أمراض الشيخوخة ومدير صحة الشيخوخة المعرفية في معهد باسيفيك لعلوم الأعصاب في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، الضوء على مفهومين رئيسيين في تغير الجهاز المناعي مع التقدم في العمر. يشير مصطلح Immunosenescence إلى الخلل المناعي المرتبط بالعمر، بينما يصف مصطلح inflammaging الزيادة المرتبطة بالعمر في الالتهابات بسبب مستويات عالية من علامات التهابية في الدم والأنسجة المختلفة. يساهم كلا المؤشرين في زيادة الهشاشة أو الحماية مع التقدم في العمر.
درست الدكتورة تانيا كاراجيانيس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وفريقها أنظمة المناعة لدى المئويين لأن التغيرات المتعلقة بالشيخوخة في الجهاز المناعي يمكن أن تؤدي إلى الأمراض. يعاني العديد من المئويين من تأخير بدء الأمراض المتعلقة بالشيخوخة، مما يشير إلى وجود مناعة متميزة تظل عالية الأداء حتى في تقدم العمر الشديد.
أجرى الباحثون تسلسل للخلايا الفردية على الخلايا الدم الليمفاوية الوحيدة النوية (PBMCs) من عينات دم سبعة مئويين. حددوا تغيرات تركيبية وتسجيلية فريدة محددة لنوع الخلية تظهر فقط في المئويين وتعكس الاستجابة المناعية الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، اكتشفوا توقيعات نوع الخلية الخاصة بالعمر الطويل الاستثنائي في كل من الجينات التي تتغير مع العمر والجينات التي تعبر عن تفرد المئويين.
وفقًا للدكتورة كاراجيانيس، يمكن أن توفر نتائج الدراسة أساسًا لاستكشاف العوامل المحتملة لتقدم العمر الشديد، مما يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف علاجات تأخير الشيخوخة. من خلال دراسة التغيرات المستعرضة للخلايا المناعية للمئويين والأفراد الأصغر سنًا، يمكن للباحثين تحديد عوامل الحماية للعمر الطويل بشكل أفضل.
يمكن تطوير علاجات جديدة للأمراض المتعلقة بالشيخوخة استنادًا إلى هذه النتائج. وجد الدكتور كايزر أن الدراسة مثيرة للاهتمام لأنها تناولت الأشخاص الذين تحدوا الشيخوخة، مع تحديد طبيعة وخصائص أنظمتهم المناعية. يمكن ترجمة هذه المعرفة إلى علاجات محتملة للأشخاص الآخرين، مما يتيح لمزيد من الأفراد الاستمتاع بعمر مديد.
فهم التغيرات المناعية التي تأتي مع الشيخوخة أمر بالغ الأهمية لمساعدة الناس على العيش لفترات أطول وحياة أكثر صحة. على الرغم من أن هذه الدراسة كانت صغيرة، إلا أنها يجب أن تؤدي إلى مزيد من البحوث لمساعدة مقدمي الرعاية الصحية على فهم المرونة المناعية بشكل أفضل.